لا شك بأن الحياة بإختلافاتها الاجتماعية تأدي الي خلق وظهور الكثير من المفارقات وخاصة فيما يتعلق بالحب والتواصل الروحي بين الطرفين فلو لاحظنا مثلا نجد هناك إختلافات جوهرة في تعريف الحب وذلك بإختلاف الثقافات والعصور ليوجد دائماً ما هو جديد ومختلف عن السابق والمألوف وهذا راجع دائما إلي نفسية كل فرد ورغباته لا تقلقوا سيتضح لكم ما أقصده من ذلك.
إن من أكثر الظواهر التي أصبحت منتشرة في وقتنا الحاضر هي عقدة لوليتا عند الفتيات, بكل بساطة عقدة لوليتا تتمثل في تعلق الفتاة برجل يكبرها سنا وقد يكون في عمر أبيها وهذا دائما ما يرجع لأسباب نفسية عند الفتاة أو لأسباب إجتماعية تتعلق بالمادة, لكن في كلتا الحالتين هما تمثلان حالة مغايرة لشكل المتعود عليه كما يقول المثل المصري "خود الشب والرزق على الرب" فهذا المثل نجده قد شكل البنية الأساسية لموضوع الحب و الزواج غير أن هناك بعض المتغيرات التي طرأت على تفكير المرأة في صفات رجل أحلامها والتي لعب فيها العامل الإقتصادي دورا مهما , لذا فقد أصبح تعلق الفتيات برجل أكبر منهم لا علاقة له بالجانب النفسي و’عقدة لوليتا’ وإنما قد أضيفت لها الكثير من الإعتبارات والمؤثرات .لا شك ان الفتاة في مرحلة الطفولة تتعلق كثيرا بوالدها هذا يعني أن هناك انجذاباً كامناً في اللاوعي من الفتاة تجاه والدها وحتى هذا الحد يبدو الأمر مقبولاً وطبيعياً، غير المقبول هو أن تتجاوز الفتاة هذه المرحلة وتبقى تشعر بانجذاب لا واعي تجاه والدها أي ترى الرجال من خلال الصورة التي شكلتها عن والدها فقط.لذلك تجدها تبحث عن رجل بشكل لاشعوري يعوض حاجتها لوالدهاوالذي عانت غيابه نفسياً. لذا يمكن القول أن هناك انجذاب غير طبيعي تجاه والدها تعوضه والذي تعوضه في رجل آخر، وهذا قد أدى إلى ظهور عقدة لوليتا عند الكثير من الفتيات . لا شك أن بعضكم يتسائل عن سبب التسمية وهنا حسب رأيي الشخصي فإن الإسم مستوحى من رواية لوليتا للكاتب الروسي فلاديمير نابوكوف، تتحدث الرواية عن إرتباط جنسي بين رجل وطفلة ذات 12 عاما بعد أن يصبح زوج أمها, وهكذا فإن إسم لوليتا يطلق بشكل عام على الفتاة التي تنضج جنسيا قبل الأوان " المتابعين للموضة سيكون الإسم مألوف لهم خاصة الشكل الغريب لتلك الملابس الذي يشبه إلى حد ما ملابس الأطفال ".والشيء الطبيعي أن تخضع الفتاة لجلسات تحليل نفسي لتستطيع تخطي هذه العقدة.
غلاف الكتاب "رواية لوليتا , من تأليف فلادمير نابوكوف :
لكن بعيدا عن الجانب النفسي سنجد أن العامل الأجتماعي يطغى على الكثير من الحالات والذي كان حصيلة لعدة متغيرات إقتصادية ومادية حيث نجد أن الكثير من الفتيات تتراوح أعمارهن من 20 إلى 25 سنة يفضلن الزواج برجل ثري وإن كان عمره فوق 50 سنة وذلك طمعا في تحسين مستواهم المادي و المعيشي,لا شك أنه إن سألت إحداهن عن السبب ستقول لك أن أتزوج برجل ثري يشتري لي بيتا وسيارة ولا يرفض لي طلبا أفضل من أن أحب شابا يجعلني أموت من الجوع "فالحياة تحتاج إلى عقل يفكر وليس إلى قلب يهوى". لكن هناك عدة جوانب سلبية لهذا الأمر فالرجل سيكون قد تجاوز مرحلة النضوج بينما الفتاة لم تدخل هذه المرحلة بعد وهذا يخلق فرصة للتصادم كيف لا وهما من جيلين مختلفين ومحملين بأفكار مختلفة ونظرة كل واحد منهما للآخر تختلف هو سينظر إليها على أنها مجرد طفلة لا تفقه شيئا وربما سيجد أن كل ما تقوله سخيف وربما كل ما تجده هي جميلا يجده هو قبيحا كالملابس وغيرها من الأشياءلكن هذه الخلافات ستزول عند حدوث علاقات مؤقة حيث تجد بعض الفتيات ولأسباب معروفة إصطياد رجل كبير جيوبعه ممتلئة حيث أنها تفيض عليه بالدلال و هو يفيض عليها بالأموال, وهذه العلاقات قد ساعد على نموها بعض العوامل الإقتصادية و الأخلاقية فشباب اليوم لا يمتلكون مؤهلات مادية تجعلهم يفوزون بقلب الفتيات،لذلك تبحث عن رجل يحقق لها السعادة المادية بإعتبار أن النظرة المادية قد بدأت تتحكم بمعظم علاقاتنا، وهذا راجع للمشاكل الإجتماعية كالفقر والسعي نحو الرفاهية, لكن هذه الظواهر تأثر بشكل سلبي على الحياة الإجتماعية .
إن كل ما ذكرته سابقا من أسباب نفسية واقتصادية والتي تدفع الفتاة للارتباط برجل أكبر منها بكثير هي زائفة ولوليس لها أي أساس من الصحة.